24 يونيو 2025

وزارة الخارجية السودانية تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم متعمدة ضد المدنيين والمنشآت الإنسانية والطبية في كردفان ودارفور، ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة آخرين.

وأكدت الوزارة، في بيان رسمي، أن قوات الدعم السريع قصفت مستودعات برنامج الغذاء العالمي بمدينة الفاشر، كما استهدفت مستشفى الضمان في مدينة الأبيض، مما أدى إلى مقتل 16 مريضاً كانوا يتلقون العلاج داخل المستشفى، وإصابة عدد من أفراد الطاقم الطبي والمرضى والمراجعين.

وأشار البيان إلى أن الدعم السريع استهدفت يوم الأربعاء الماضي سوقاً شعبياً بمدينة الخوي بواسطة طائرة مسيّرة، ما أدى إلى مقتل 8 مدنيين، كما شنت هجوماً على حي سكني في مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان أسفر عن مقتل مدنيين اثنين.

ووصفت الخارجية السودانية هذه الهجمات بأنها “جرائم كبرى متتالية” خلال أقل من 72 ساعة، تعكس ما اعتبرته “نمطاً ممنهجاً من الاستهداف المقصود للمدنيين والمؤسسات الإنسانية والخدمية”، بهدف زيادة الخسائر البشرية وشل الخدمات الأساسية، من غذاء وماء وعلاج وكهرباء.

وفي الفاشر، قالت الوزارة إن الدعم السريع استهدفت جميع المستشفيات العاملة وأخرجت معظمها من الخدمة، بالإضافة إلى تدميرها معسكر “زمزم” للنازحين بالكامل، بعد عام من القصف المدفعي المستمر، تبعته عملية اقتحام بري أسفرت عن مقتل المئات من النازحين واحتجاز الباقين رهائن.

وبحسب مصادر إعلامية محلية، أسفرت هجمات الطائرات المسيّرة التابعة لقوات الدعم السريع عن مقتل ما لا يقل عن 10 مدنيين في ولايتي غرب وجنوب كردفان خلال الأيام الماضية، فيما وُثقت إصابة العديدين جراء القصف المكثف على الأسواق والأحياء السكنية.

ونقلاً عن مصادر ميدانية، الدعم السريع كثفت هجماتها الجوية على مناطق عدة في إقليم كردفان منذ بداية مايو الجاري، بهدف إبطاء التقدم الميداني الذي يحرزه الجيش السوداني في عدد من المحاور.

وذكرت المصادر أن طائرة مسيّرة استهدفت سوق مدينة الخوي، ما أدى إلى مقتل 8 وإصابة 12 آخرين، كما قصفت طائرة أخرى حياً في مدينة الدبيبات، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة.

كما طالت الضربات الجوية موقعاً تابعاً للجيش السوداني، مما أسفر عن مقتل عسكريين وتدمير آليات قتالية.

وفي المقابل، أعلن الجيش السوداني مطلع الشهر الجاري سيطرته الكاملة على مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، بعد معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع، في إطار عملية عسكرية متواصلة لتأمين مدن الإقليم.

كما أعلن الجيش، في بيان سابق، اكتمال “تطهير ولاية الخرطوم بالكامل” من وجود عناصر قوات الدعم السريع، مؤكداً استعادة السيطرة على العاصمة، ومتوعداً بمواصلة العمليات حتى “تطهير البلاد من كل متمرد وخائن وعميل”.

ويعيش السودان منذ 15 أبريل 2023 على وقع حرب دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في البلاد.

ورغم تعدد مبادرات الوساطة الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار، فإن أياً منها لم ينجح في التوصل إلى اتفاق دائم، مما أبقى الأزمة مفتوحة على مزيد من التصعيد والمعاناة للمدنيين.

الصحة العالمية: نصف سكان السودان بحاجة للمساعدات

اقرأ المزيد