16 يوليو 2025

الجيش السوداني، صد أمس الجمعة، هجوما كبيرا شنته قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة الاستراتيجية في ولاية غرب كردفان، فيما تواصل الطائرات المسيرة التابعة للجيش ضرباتها على مواقع الخصوم في شمال كردفان، بينما تشهد جنوب الولاية توترا ميدانيا متزايدا بفعل القصف المتكرر على مدينة الدلنج.

وبحسب مصادر عسكرية، اندلعت الاشتباكات في بابنوسة فجرا، حين شنت “الدعم السريع” هجوما من ثلاثة محاور الشمال والجنوب والغرب مدعومة بقصف مدفعي كثيف على مقر الفرقة 22 مشاة، أعقبه اقتحام مباشر لقيادة اللواء 89، قبل أن تتمكن وحدات الجيش من صدّ الهجوم وإجبار المسلحين على الانسحاب بعد تدخل مكثف من الطيران المسيّر والمدفعية الثقيلة.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبدالله، أن القوات المتمركزة في بابنوسة “سحقت” الهجوم، مؤكدا أن المدينة “ستظل صامدة ومقبرة للمتمردين”، على حد وصفه.

وأظهرت مقاطع مصورة بثها الجيش استعادة السيطرة على مواقع اختُرقت مؤقتًا، وعرضت عربات ومدرعات مدمّرة تعود لـ الدعم السريع.

وتأتي هذه التطورات في ظل سعي قوات الدعم السريع لاستعادة زمام المبادرة في غرب كردفان، حيث تراجعت السيطرة الحكومية إلى حدود مدينة بابنوسة بعد خسارة مدن محورية مثل الفولة والنهود والخوي.

وكانت المعارك توقفت في المنطقة منذ أكثر من عام، قبل أن تستأنف منتصف الأسبوع الماضي بقوات دفع بها من دارفور ومناطق أخرى داخل الولاية.

ويعد الصراع على بابنوسة استراتيجيا، نظرا لكونها آخر معقل فعلي للجيش في غرب كردفان، ما يجعل المعركة حولها مفصلية في تغيير موازين السيطرة في الإقليم.

وفي شمال كردفان، كثفت الطائرات المسيرة التابعة للجيش السوداني غاراتها على مواقع تمركز الدعم السريع في مدينة بارا، خاصة في الأحياء الجنوبية والشمالية، ما أسفر عن انفجارات قوية وتصاعد كثيف للدخان.

وتبع الغارات الجوية حملة اعتقالات واسعة نفذتها الدعم السريع ضد مدنيين اتهموا بالتخابر مع الجيش، كما فرضت حظرا مؤقتا للتجول وأغلقت السوق المركزية، إلى جانب مداهمة منازل ومصادرة أجهزة “ستارلينك” للاتصال بالأقمار الصناعية.

وفي المقابل، دفع الجيش بتعزيزات عسكرية في محاولة للتقدم نحو بارا من محورين: الأول عبر غرب أم درمان، والثاني عبر مدينة الأبيض، في إطار خطة لاستعادة المدينة من قبضة الدعم السريع.

مصر: القبض على 12 سودانياً دخلوا البلاد بطرق غير شرعية

اقرأ المزيد