حقق عالم الفيزياء الجزائري، نور الدين مليكشي، إنجازا علميا مميزا بإدراج أسماء جزائرية تاريخية على خرائط كوكب المريخ، وذلك من خلال التعاون مع وكالة ناسا الأمريكية.
وجاءت هذه الخطوة ضمن الخريطة الجديدة لفوهة “جيزيرو” على سطح المريخ، حيث تم تسمية مناطقها بأسماء الحظائر الوطنية الجزائرية الشهيرة مثل طاسيلي ناجر، جرجرة، وغوفي.
وأعلنت وكالة الأنباء الجزائرية عن هذا الإنجاز الرائع، معتبرة إياه توجها عالميا يعكس قيمة التراث الطبيعي الجزائري ويخلده في الفضاء الخارجي.
وأكدت الوكالة أن هذا التكريم يعزز مكانة الجزائر على الساحة العلمية الدولية ويبرز التنوع البيولوجي والجمالي لحظائرها الوطنية.
أوضح البروفيسور مليكشي أن “الحظائر الوطنية ليست مجرد مواقع طبيعية، بل هي مرآة لهويتنا وثقافتنا، وإدراجها في خرائط المريخ يعد تقديرا لجزائرنا وإظهارا للوحدة بين كوكبنا والأحمر.”
وشكر مليكشي الفرق العلمية التي شاركت في مهمات ناسا المريخية، وأشاد بدور جيفري شرويدر من مختبر الدفع النفاث، مشيرا إلى أن دعمهم جعل التراث الطبيعي الجزائري يتألق في الفضاء.
وأكد مليكشي أن هذه المبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على التراث الجزائري في سياق علمي دولي، وتشجيع الأجيال الجديدة على الاهتمام بالعلوم واستكشاف آفاق جديدة.
وأضاف أن التشابه بين الصحراء الجزائرية والمريخ يعزز أهمية الصحراء كمصدر للدراسات العلمية التي تسهم في فهم أفضل للكوكب الأحمر، ويفتح آفاقاً جديدة للباحثين الجزائريين للمساهمة في مشاريع استكشاف الفضاء العالمية.
يمثل مليكشي نموذجا ملهما للعقول الجزائرية المهاجرة، حيث درس في الجامعة الجزائرية قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة، ويعرف عنه اهتمامه بالشأن العام في الجزائر، حيث شارك في مسيرات الحراك الشعبي عام 2019 ووقّع عدة عرائض لدعم الحريات السياسية.
ومن جانبه، أعرب سفير الجزائر في الولايات المتحدة، السيد صبري بوقادوم، عن فخره بهذا الإنجاز قائلاً: “إن تسجيل حظائرنا الوطنية في خرائط المريخ هو مصدر فخر واعتزاز للجزائر، ويعكس ثراء منظوماتنا الطبيعية وتراثنا الثقافي الذي نفخر به ونسعى لحمايته.”
وأشار بوقادوم إلى أن هذا الاعتراف يعزز أهمية الحفاظ على المناظر الطبيعية والتنوع البيولوجي، داعياً المواطنين الجزائريين إلى استكشاف وحماية هذه الكنوز للأجيال القادمة.
وأضاف أن هذا الإنجاز يلهم الالتزام بتثمين التراث واستكشاف آفاق علمية جديدة، مشيراً إلى الدور البارز لمهمات ناسا مثل كيريوزيتي وبيرسيفيرنس في كشف أسرار المريخ.
واختارت فوهة جيزيرو كونها الموقع المثالي لتسجيل الأسماء الجزائرية نظراً لتنوعها الجيولوجي والبيئي، مما يجعلها مجالا خصبا للبحث عن حياة جرثومية على سطح المريخ. وأوضح مليكشي أن اختيار أسماء مثل جرجرة وطاسيلي ناجر وغوفي لم يكن عشوائياً، بل جاء كتقدير للثقافة الجزائرية ورغبة في ربط التاريخ الوطني بمشروعات علمية عالمية.
تجربة فضائية روسيّة ثورية لتحسين دقة قياسات الإشعاع الكوني