18 ديسمبر 2025

في محاولة لفرض الاستقرار ووقف الانفلات الأمني، أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قرارا بإخلاء العاصمة الخرطوم من جميع التشكيلات العسكرية والكيانات المسلحة، خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين من تاريخ توقيعه.

ويهدف القرار إلى تهيئة الأجواء لعودة المدنيين إلى مناطقهم المتأثرة بالحرب، ويعد خطوة استراتيجية للحد من الفوضى الأمنية التي تعاني منها الخرطوم منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع العام الماضي.

وتم تشكيل لجنة خاصة لتنفيذ القرار، برئاسة الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة، وينوب عنه العضو عبد الله يحيى أحمد.

كما تضم اللجنة في عضويتها رئيس الوزراء سلمى عبد الجبار المبارك، إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين. وستتولى اللجنة التنسيق مع رئاسة هيئة الأركان العامة لتنفيذ عملية الإخلاء.

ويأتي القرار في وقتٍ تتزايد فيه شكاوى سكان العاصمة من تفشي الفوضى الأمنية، مع استمرار انتشار عناصر من الجيش وقوات مساندة له، بالإضافة إلى مجموعات مسلحة “متفلتة” متهمة بتنفيذ عمليات نهب وسرقة، مستغلة غياب الشرطة وارتباك الأجهزة الأمنية.

وينظر إلى الإجراء الجديد على أنه محاولة حاسمة لوقف التدهور الأمني وخلق بيئة آمنة تسمح بعودة تدريجية للحياة المدنية في الخرطوم، بعد أكثر من عام من الصراع الدموي الذي مزّق المدينة وشرد الآلاف من سكانها.

وبحسب مراقبين، فإن نجاح القرار سيعتمد على القدرة الفعلية للدولة في فرض السيطرة الميدانية، خاصة في ظل تعدد القوى المسلحة وتداخل نفوذها على الأرض، وهو ما يتطلب تنسيقا دقيقا وضمانات قوية لعدم تجدد الاشتباكات أو عودة الجماعات المسلحة بلباس جديد.

 

السودان: خلافات داخل معسكر البرهان بعد طلب الحركات المسلحة للسلطة والعتاد

اقرأ المزيد