18 يوليو 2025

في ظل تصاعد حدة التوترات بين باريس والجزائر، كشف استطلاع للرأي أُجري حديثاً في فرنسا، اليوم الخميس، عن أن أغلبية واضحة من الفرنسيين ترى أن الحكومة الفرنسية لا تتعامل بحزم كافٍ مع الجزائر.

وبيّن الاستطلاع، الذي نفذه مركز “CSA” لصالح شبكة “CNEWS” وصحيفة “لو جورنال دو ديمانش” وإذاعة “أوروبا 1″، أن 64% من المستجوبين يعتقدون أن فرنسا “تفتقر إلى الشجاعة” في تعاملها مع الجزائر، مقابل 13% فقط عبّروا عن عدم اتفاقهم مع هذا الرأي، بينما قال 22% إنهم لا يعرفون، وامتنع 1% عن إبداء موقفهم.

وتأتي هذه النتائج في سياق حالة الإحباط العامة، التي تصاعدت بعد الأحكام القضائية الأخيرة الصادرة في الجزائر بحق صحفيين ومثقفين يحملون الجنسية الفرنسية الجزائرية، في مقدمتهم الكاتب بوعلام صنصال والصحفي كريستوف غليز.

وذكرت شبكة “CNEWS” أن العلاقات بين باريس والجزائر تعيش منذ نحو عام على وقع توتر دبلوماسي متواصل، في ظل تباين وجهات النظر حول ملفات الهجرة والحقوق والحريات، ما ينعكس في مواقف الرأي العام الفرنسي.

ويكشف الاستطلاع عن اختلاف في الآراء وفق الفئات العمرية، إذ عبّر 73% ممن تجاوزوا 65 عاماً عن اعتقادهم بأن فرنسا تفتقر إلى الشجاعة في التعاطي مع الجزائر، في حين بلغت النسبة 69% لدى الفئة بين 50 و64 عاماً، بينما تراجعت إلى 57% بين من تقل أعمارهم عن 35 عاماً.

وأما من حيث الانتماء الاجتماعي، فقد أبدى 70% من ذوي الدخول الأعلى نفس الرأي، مقابل 66% لدى الفئات الأقل دخلاً، و59% بين غير النشطين.

وعلى المستوى السياسي، تباينت المواقف بوضوح، إذ بلغت نسبة الموافقين على العبارة 68% بين مناصري الأغلبية الرئاسية، وارتفعت إلى 83% لدى مناصري حزب الجمهوريين وإلى 84% بين مناصري التجمع الوطني اليميني المتطرف.

وفي المقابل، جاءت النسب أقل بين قوى اليسار، حيث وافق 52% من أنصار اليسار التقليدي، و50% من أنصار حزب الخضر و”فرنسا الأبية”.

وكانت التوترات قد تجددت مؤخراً بعد صدور حكم بالسجن 7 سنوات على الصحفي كريستوف غليز يوم 30 يونيو، إضافة إلى حكم بالسجن 5 سنوات بحق الكاتب بوعلام صنصال في الأول من يوليو، رغم حالته الصحية الحرجة إذ يعاني من مرض السرطان ويقبع رهن الاحتجاز منذ نوفمبر 2024.

وفي خضم ذلك، أعربت النائبة الفرنسية صوفي بريماس، خلال استضافتها في برنامج “المقابلة الكبرى” على شبكة “CNEWS”، عن أملها في أن يبادر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إصدار “عفو إنساني” لصالح صنصال في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أن الحكومة الفرنسية تبنّت سياسة “الرد التدريجي” للاحتجاج على ممارسات الجزائر، لكنها حتى الآن لم تحقق النتائج المرجوة.

يُذكر أن استطلاعاً سابقاً في مارس الماضي كشف عن نسبة تأييد مماثلة تقريباً لهذا الموقف، حين رفضت الجزائر استقبال رعاياها الذين صدر قرار بترحيلهم من فرنسا بسبب وضعياتهم غير القانونية، وهو ما عمّق شعور الاستياء لدى قطاعات واسعة من الرأي العام الفرنسي.

تحليل – المخاض الأمريكي الطويل في ليبيا

اقرأ المزيد