توقع حراك الدفاع عن حقوق المزارعين في موريتانيا أن تشهد الأسواق المحلية ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الخضروات في الفترة المقبلة، بسبب الفيضانات التي اجتاحت المناطق الزراعية في البلاد.
الرأس الأخضر ينهي مغامرة موريتانيا في كأس الأمم الإفريقية
وقال الأمين العام لحراك الدفاع عن حقوق المزارعين، محمد الإمام محمد عبد الله، إن “هذا الموسم لن يشهد أي إنتاج زراعي، وبالتالي سيكون السوق مرهوناً بالإنتاج المستورد، مما سيرتفع بأسعار الخضروات بشكل كبير”.
وأضاف أن الحكومة كانت قد تحدثت في السابق عن سعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، لكن الفيضانات ستؤدي إلى تراجع هذه الطموحات.
وأشارت الحكومة الموريتانية في السنوات الأخيرة إلى خطط زراعية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وقد شهد قطاع الزراعة دعماً كبيراً في الميزانية العامة هذا العام، حيث خصصت الحكومة أكثر من أربعة مليارات أوقية جديدة لدعم القطاع، وذلك في إطار تعزيز الأمن الغذائي الوطني في مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
ومن ضمن الخطط الحكومية، تم اتخاذ تدابير لدعم الإنتاج المحلي مثل رفع الضرائب على بعض الخضروات المستوردة وتقليص الضرائب على مدخلات الإنتاج الزراعي، فضلاً عن دعم الأسمدة والمبيدات، إلا أن تلك الجهود اصطدمت بواقع الفيضانات التي دمرت مساحات زراعية واسعة في منطقة الضفة، حيث قدرت المساحات المتضررة بين 7,000 و8,000 هكتار.
وفي هذا السياق، أضاف ولد محمد عبد الله أن صادرات الخضروات التي بلغت نحو 500,000 طن في العام الماضي تراجعت بشكل كبير هذا العام، مشيراً إلى أن الوضع في مناطق الضفة يزداد سوءاً، ويشكل “نكبة حقيقية” للسكان المحليين، خصوصاً في ظل الأضرار التي لحقت بمصانع تقشير الأرز، التي قد تضطر إلى تسريح العمال.
وأشار إلى أن السلطات الموريتانية أمام تحديات كبيرة، محذراً من أن استمرار تدهور الوضع الزراعي قد يؤدي إلى هجرة العاملين في القطاع الزراعي، ما سيؤثر سلباً على الإنتاج الوطني ويزيد من معاناة السكان المحليين.
الرأس الأخضر ينهي مغامرة موريتانيا في كأس الأمم الإفريقية
كشفت تقارير محلية ودولية ومقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي عن تزايد مقلق في ظاهرة استغلال وتجنيد الأطفال داخل المدارس ورياض الأطفال في السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وتُظهر المقاطع أطفالاً يحملون أسلحة ويرددون شعارات تحريضية، مما يعكس خطورة الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، ويكشف نمطاً متكرراً من محاولات تجييشهم سياسياً وعسكرياً عبر المدارس والمؤسسات التعليمية.
ووفقاً لتحقيقات ميدانية، تتنوع أساليب الاستغلال بين تلقين الأطفال شعارات ذات طابع سياسي، وتقديم حوافز مادية أو تعليمية لتشجيعهم على الانخراط في النزاع، إضافة إلى استخدام المدارس كمنابر لبث خطابات عدائية أو لتنظيم فعاليات دعائية ذات طابع تحريضي.
ويُعد تجنيد الأطفال أو استخدامهم في النزاعات المسلحة جريمة حرب بموجب القانون الدولي، ويخضع السودان للعديد من المواثيق الدولية التي تحظر هذه الممارسات.
وقد حذّرت منظمات حقوقية من أن تفشي هذه الظاهرة يهدد مستقبل التعليم والأمن الاجتماعي في البلاد.
وأشارت التقارير إلى أن الحرب تسببت في إغلاق عدد كبير من المدارس وحرمان مئات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم، فيما ارتفعت المخاطر التي يتعرضون لها من تجنيد قسري وقتل وإصابات.
ووصفت المنظمات وضع الأطفال في السودان بأنه “كارثي” ويهدد مستقبل جيل كامل.
كما رصدت وسائل إعلام مقاطع مصورة لأطفال يرددون عبارات تحريضية ضد أطراف سياسية ومدنية، ويظهر أحد المقاطع طفلاً في الرابعة من عمره يحمل سلاحاً ويتحدث عن التوجه إلى الخرطوم للقتال، ما أثار موجة واسعة من الغضب والقلق حول حجم الاستغلال الذي يتعرض له القُصّر.
وحذّر حقوقيون من التعامل مع هذه المقاطع دون تحقق، ودعوا إلى حماية هوية الأطفال وسلامتهم النفسية والجسدية، معتبرين أن نشر هذه المواد دون ضوابط قد يضاعف الضرر الواقع عليهم.
وأكد الخبراء أن استغلال الأطفال في النزاعات يؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية عميقة، ويفقدهم فرص التعليم والمستقبل، كما يسهم في نشوء جيل معرض للعنف والانقسامات.
ودعا ناشطون ومنظمات مدنية إلى فتح تحقيقات عاجلة في جميع حالات التجنيد داخل المؤسسات التعليمية، ومحاسبة الجهات المتورطة، مع تنفيذ برامج تأهيل وإدماج للأطفال المتأثرين.
كما طالبوا السلطات بضمان حماية المدارس ومنع أي نشاط سياسي أو عسكري داخلها، وتعزيز الرقابة المجتمعية والتوعية بمخاطر استغلال الأطفال في النزاعات.
وشدد مواطنون على ضرورة التزام وسائل الإعلام بالمعايير الأخلاقية في تغطية هذه القضايا الحساسة، وحماية خصوصية وهوية الأطفال، لضمان سلامتهم النفسية والجسدية.
تظاهر المئات من سكان مدينة قابس الساحلية جنوب شرق تونس، الخميس، أمام المحكمة الابتدائية بالمحافظة للمطالبة بوقف نشاط المجمع الكيميائي بالمدينة الذي يتهمونه بالتسبب في كوارث بيئية وصحية منذ عقود.
جاءت التظاهرة تزامناً مع انعقاد جلسة قضائية نظرت في دعوى قضائية تهدف إلى وقف وتفكيك وحدات المجمع الكيميائي، الذي يقول السكان إنه تسبب في تلويث الواحات والمياه والشواطئ، كما أدى إلى حالات اختناق جماعية بين التلاميذ.
وهتف المتظاهرون أمام المحكمة بشعارات منها “الشعب يريد تفكيك الوحدات” و”قتلونا”، في مشهد يعكس الغضب العارم الذي يشهده السكان الذين يعانون من تداعيات التلوث.
من جهته، أوضح منير العدوني، عضو الهيئة المشرفة على القضية، أنه “تم تأجيل القضية للخميس المقبل”، مشيراً إلى أنهم قدموا “مؤيدات تقرّ بالجريمة المرتكبة في حق الجهة”.
يذكر أن مجمع قابس الكيميائي، الذي أنشئ عام 1972، يحول الفوسفات إلى أسمدة، ويقوم بإلقاء مخلفاته الصلبة المحتوية على معادن ثقيلة في البحر، مما أدى إلى اختفاء أكثر من 90% من التنوع البيولوجي البحري في خليج قابس، وفقاً للدراسات.
كما سجلت في قابس معدلات مرتفعة لأمراض الجهاز التنفسي والسرطان مقارنة بباقي المناطق التونسية.
ويأتي هذا التحرك الشعبي والقضائي في وقت وجّه فيه الرئيس التونسي قيس سعيّد، السبت الماضي، بتشكيل فريق عمل لإيجاد حلول عاجلة لأزمة قابس، فيما تواجه السلطات تحدياً صعباً في التوفيق بين المطالب البيئية والصحية للمواطنين وأهمية قطاع الفوسفات للاقتصاد الوطني، حيث تهدف إلى زيادة إنتاج الأسمدة خمسة أضعاف بحلول عام 2030.