منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أكدت، هبوط أول طائرة مساعدات إنسانية في إقليم دارفور غربي السودان، ضمن جسر جوي ينفذه الاتحاد الأوروبي لدعم المتضررين من الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
وأفاد مكتب المنظمة في بروكسل بأن الطائرة هي أول رحلة من ثلاث رحلات جوية للجسر الإنساني الأوروبي، وهي أول شحنة مساعدات تهبط في دارفور منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023، عقب تعطل المطارات قبل أن تعيد قوات الدعم السريع تشغيل مطار نيالا لاستقبال العتاد العسكري.
وأوضح المكتب أن منظمة الهجرة الدولية وشركاءها وزعوا حتى الآن 21 طناً من المساعدات المنقذة للحياة في مناطق يصعب الوصول إليها داخل دارفور، فيما يجري تجهيز 35 طناً إضافية من الإمدادات الإنسانية في الطريق إلى الإقليم، الذي يضم نصف إجمالي النازحين السودانيين البالغ عددهم 10 ملايين شخص.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات منظمات الإغاثة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ كشف مسؤول رفيع في مجموعة عمل أوروبية معنية بالشؤون الإنسانية، في تصريحات صحفية، عن وفاة أكثر من 1200 شخص بسبب الجوع في دارفور وكردفان خلال الأشهر الأخيرة، محذراً من أن ملايين السودانيين دخلوا “المرحلة الخامسة من المجاعة”، وهي أعلى درجات انعدام الأمن الغذائي عالمياً.
وتقدر حصيلة القتلى منذ بدء الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) ، بين 20 ألفاً و130 ألف قتيل، في ظل غياب إحصاءات دقيقة وصعوبة الوصول إلى مناطق القتال.
وتتواصل المواجهات العسكرية العنيفة في مختلف أنحاء السودان، رغم محاولات وساطات عربية وإفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن جميعها فشلت حتى الآن في التوصل إلى اتفاق دائم.
وتعود جذور الأزمة إلى الخلاف بين طرفي الصراع حول الاتفاق الإطاري، الذي كان يفترض أن يمهد لتسليم الحكم إلى سلطة مدنية وخروج الجيش من السياسة، إلا أن الاتهامات المتبادلة بين الجيش والدعم السريع بشأن تقويض الاتفاق فجرت النزاع الذي سرعان ما تحول إلى حرب شاملة وتدهور إنساني واسع.
السودان.. توثيق أكثر من 1300 حالة اغتصاب بمناطق سيطرة الدعم السريع