22 مارس 2025

أم مغربية رفضت رضيعتها بسبب لون بشرتها الداكن، أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، حيث انتشرت تفاصيل الحالة في مجموعات نسائية على فيسبوك، ما أظهر تعقيدات نفسية واجتماعية تتجاوز مجرد صدمة الأمومة الأولى.

وكشفت الأم، التي أنجبت طفلتها الأولى مؤخرا، عن صدمتها الشديدة بعد ولادة الطفلة، التي جاءت ببشرة سمراء داكنة، على عكس بشرة الأم البيضاء.

وأعربت الأم عن حزنها لعدم وجود شبه بينها وبين طفلتها، خاصة أن زوجها، رغم كونه أسمر البشرة، لا يتمتع بدرجة سمرة داكنة مثل الطفلة.

كما أشارت الأم إلى تعرضها للسخرية من قبل الزوار الذين لاحظوا الاختلاف الكبير في لون البشرة بينها وبين رضيعتها، مما زاد من شعورها بالضيق والرفض تجاه الطفلة.

وأثارت القصة موجة من التعليقات الغاضبة والمتعاطفة على حد سواء، حيث انتقدت العديد من المتابعات سلوك الأم ووصفنه بالعنصري، بينما حاول أخريات تفسير الحالة على أنها نتيجة لـ”اكتئاب ما بعد الولادة”، وهو اضطراب نفسي شائع بين الأمهات الجدد.

ومن جهتها، أوضحت الاختصاصية النفسية ريم عكراش أن الحالة قد تكون مرتبطة بـ”ذهان ما بعد الولادة”، وهو اضطراب نفسي حاد يتميز بتقلبات مزاجية شديدة، وهلوسات، وأفكار سوداوية، وقد يصل إلى رفض الأم لطفلها أو حتى إيذائه.

وأوضح الاختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية، الدكتور جواد مبروكي، إلى أن الحالة تكشف عن وجود أفكار عنصرية متجذرة في المجتمع المغربي، حيث لا يزال البعض يربط الجمال ببشرة بيضاء وشعر أشقر، بينما يتم تجاهل أو تقليل قيمة البشرة السمراء أو السوداء.

وأضاف مبروكي أن حالة هذه الأم تعتبر مرضية، حيث أن الأمومة عادة ما تكون مرتبطة بمشاعر الحب والحماية تجاه الطفل، وليس الرفض.

وأشار إلى أن نسبة النساء اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة تتراوح بين 5 إلى 15%، بينما يعتبر الذهان حالة نادرة ولكنها خطيرة تتطلب تدخلا علاجيا سريعا.

وأكد مبروكي أن هذه الحالات قابلة للعلاج، حيث يمكن للأم أن تعود إلى حالتها الطبيعية بعد شهر أو شهرين من تلقي العلاج المناسب.

ودعا إلى عدم الاستهانة بأعراض الاكتئاب أو الذهان بعد الولادة، واللجوء إلى المختصين لتقديم الدعم النفسي اللازم.

المغرب بين أعلى الدول الإفريقية في أسعار الوقود

اقرأ المزيد