24 يونيو 2025

اجتاحت أسراب من الجراد الصحراوي مدينة غريان في ليبيا، مما أثار قلق الخبراء. تعمل فرق مكافحة الجراد على حماية المحاصيل الزراعية من الأضرار، ويمتد تهديد الجراد إلى دول الجوار مثل تونس والجزائر والمغرب.

شهدت مدينة غريان الليبية ظاهرة بيئية غير مسبوقة تمثلت في اجتياح أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي للمناطق الجبلية، وهو أمر لم يُسجل من قبل في تلك المناطق المرتفعة.

وقد أثار هذا الحدث قلقاً كبيراً لدى الخبراء والمختصين، نظراً لأن هذا النوع من الجراد معروف بانتشاره في السهول والمناطق الصحراوية المنخفضة وليس في المرتفعات الجبلية.

من جهته، أكد المتحدث الرسمي للحملة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي المهدي محمد التارغي في وقتٍ سابق من هذا العام أن فرق المكافحة تعمل جاهدة على زيارة المواقع الزراعية المتضررة، حيث تركز جهودها بشكل رئيسي على تتبع اليرقات الحديثة الفقس.

وتعتمد هذه الفرق في عملها على المعلومات الواردة من المزارعين والفرق الميدانية المنتشرة في تلك المناطق، بهدف حماية المحاصيل الزراعية من خطر بيوض الجراد التي تشكل تهديداً حقيقياً للمزروعات.

وفي سياق متصل، نشر جهاز الشرطة الزراعية الليبية عبر صفحته الرسمية على فيسبوك بياناً أكد فيه استمرار عمليات المراقبة والمتابعة لتحركات أسراب الجراد في وديان منطقة غات، بالإضافة إلى تنفيذ حملات مكافحة مكثفة في مدينة بني وليد شمال غرب البلاد.

وأشار البيان إلى ملاحظة تكاثر كبير لأعداد الجراد في تلك المناطق، مما يشكل خطراً داهماً على الغطاء النباتي والبيئة الزراعية.

يأتي هذا التهديد في وقت يعتمد فيه العديد من المواطنين الليبيين على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق، حيث قد تترتب على تدمير المحاصيل الزراعية خسائر اقتصادية فادحة.

كما أن للزراعة دوراً محورياً في تأمين الغذاء للسكان المحليين، وأي ضرر يلحق بهذا القطاع الحيوي يساهم بشكل مباشر في تفاقم أزمة الأمن الغذائي التي تعاني منها البلاد.

ولا يقتصر خطر الجراد الصحراوي على تدمير المحاصيل الزراعية فحسب، بل يمتد ليشمل تهديداً خطيراً للتنوع البيولوجي في المناطق المتضررة.

حيث تقوم هذه الحشرات بالقضاء على النباتات المحلية، مما قد يؤدي إلى فقدان بعض الأنواع النباتية الأساسية التي تشكل جزءاً مهماً من النظام البيئي المحلي.

والجدير بالذكر أن خطر الجراد الصحراوي لا يعرف الحدود الجغرافية، حيث تمتد آثاره المدمرة إلى دول الجوار مثل تونس والجزائر والمغرب. تتحرك هذه الأسراب وفقاً لاتجاهات الرياح ومستويات الرطوبة ووفرة الغذاء، مما يجعل كامل المنطقة عرضة لغزوات مفاجئة في أي وقت، خاصة خلال مواسم التكاثر أو بعد هطول أمطار غزيرة في المناطق الصحراوية.

وتعتبر الجزائر من أكثر الدول عرضة لخطر تكاثر الجراد الصحراوي بسبب امتدادها الشاسع في الصحراء الكبرى.

وغالباً ما تستخدم الأسراب القادمة من النيجر ومالي الأراضي الجزائرية كممر رئيسي خلال فصلي الشتاء والربيع، وتواجه السلطات الجزائرية صعوبات جمة في مراقبة التحركات المبكرة للجراد، خاصة في الولايات الجنوبية مثل تمنراست وأدرار، حيث يصعب الوصول إلى بعض المناطق النائية.

أما في تونس، ورغم أنها أقل عرضة من جارتها الجزائر، إلا أنها ليست بمنأى عن هذا الخطر، خاصة عندما تكون الظروف البيئية مواتية لتكاثر الجراد.

وتشهد المناطق الجنوبية التونسية مثل تطاوين وقبلي ومدنين ظهوراً مفاجئاً لأسراب الجراد بين الحين والآخر، مما يتسبب في دمار كبير للمحاصيل الزراعية الموسمية، وخاصة الحبوب والخضراوات التي تشكل مصدر رزق أساسي للمزارعين المحليين.

كما يتعرض المغرب بدوره لتهديدات متكررة من أسراب الجراد القادمة من موريتانيا ومالي، والتي تشكل خطراً مباشراً على المناطق الزراعية القريبة من سلسلة جبال الأطلس والمناطق الصحراوية.

وتقوم السلطات المغربية بتنفيذ برامج مراقبة ومكافحة مستمرة للحد من الآثار المدمرة لهذه الظاهرة على القطاع الزراعي الوطني.

الشويهدي: الدبيبة يعرقل الانتخابات الليبية لتحقيق مصالحه

اقرأ المزيد